دائرة المعارف القانونية | Encyclopedia Of Law
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 غايـة القانـون وعوامـل التقـدم بحث في فلسفة القانون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مصطفي كامل

مصطفي كامل


عدد المساهمات : 5015
نقــاط المشاركة : 8721
تاريخ التسجيل : 17/08/2010

غايـة القانـون وعوامـل التقـدم بحث في فلسفة القانون Empty
مُساهمةموضوع: غايـة القانـون وعوامـل التقـدم بحث في فلسفة القانون   غايـة القانـون وعوامـل التقـدم بحث في فلسفة القانون I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 02, 2010 7:38 am

غايـة القانـون وعوامـل التقـدم بحث في فلسفة القانون

فارس حامد عبد الكريم

مقدمة:
يطلق لفظ القانون بصورة عامة ويراد به كل ظاهرة مستقرة على السير وفق نسق ثابت ومتماثل مطرد لاتتأثر بظروف الزمان والمكان تتحقق اثارها كلما توفرت اسبابها وشروطها الموضوعية . وعلى هذا المعنى قيل قانون الجاذبية * قانون الاجسام الطافية * قوانين الرياضيات وقوانين الذرة .... .
اما لفظ القانون بالمعنى الاصطلاحي في علم القانون فيراد به * مجموعة قواعد السلوك العامة والمجردة المنظمة للعلاقات الاجتماعية بين الاشخاص والمقترنة بجزاء مادي تفرضه السلطة العامة باسم المجتمع على من يخالفها.
ويقوم القانون الوضعي برمته ومبنى فكرته الفلسفية على اساس استهداف ثلاث غايات كبرى هي حسب تسلسل الاهمية * تحقيق آمن المجتمع واستقرار المعاملات فيه * تحقيق العـدل * دعم التقدم والتطور والابداع في المجتمع .
ويسود الاعتقاد لدى كثير من الناس بأن علم القانون انما يتشكل من مجرد النصوص المثبتة في متون القوانين * والواقع ان هذا الاعتقاد خاطيء بالمرة .
ونبحث في غاية القانون وعوامل التقدم التي يتيحها للمجتمع في ثلاثة فروع:
الفرع الاول: علم القانون.
الفرع الثاني: القانون والمجتمع.
الفرع الثالث: غاية القانون. ونبحث غاية القانون في ثلاثة مطالب : المطلب الاول: القانون وغاية السكينة الاجتماعية * المطلب الثاني: القانون وغاية العدل * المطلب الثالث: القانون وغاية التقدم الاجتماعي.
الفرع الاول : علم القانون
يذهب اتجاه فقهي قانوني تزعمُه الفقيه جيني (1) * الى ان كل قاعدة من قواعد القانون تنطوي من حيث مضمون وشكل صياغتها فكريا على عنصرين ينبغي التمييز بينهما * احدهما عنصر العلم وهو عنصر موضوعي يقوم على جملة معطيات تتسم بطابع سياسي واجتماعي * والاخر عنصر خارجي ذو طابع فني يتعلق بصياغة او بناء القاعدة القانونية وهو ما اسماه جيني بعنصر الصياغة (2) * ويرجع اساس كلا العنصرين الى السياسة القانونية المتبناة في مجتمع ما * فالعنصر الموضوعي يتعلق بشؤون وحاجات واماني وتطلعات ذلك المجتمع * ويستهدف العدالة كمثل اعلى لتنظيم ذلك على افضل الوجوه واكثرها ملائمة .
ويقوم العنصر الموضوعي على جملة معطيات تُعبر في مضمونها عن الحقائق الاجتماعية والسياسية والتاريخية والمُثل والقيم العليا الى تسود في مجتمع واحد معين * ومن هذه المُعطيات يستمد المشرع مادته الاولية او الجوهر الذي يصوغ منه قانونه * وهذا يعني ان العنصر الموضوعي يتصل بالملائمة وحسن التدبير .
اما الصياغة فتمثل الجانب الفني للسياسة القانونية التي تُعنى بوضع أنسب ادوات التقنية التشريعية لاحتواء المعطيات والحاجات والاهداف الاجتماعية * فقد يكون من المناسب ان يضمن العنصر الموضوعي في اطار قاعدة قانونية جامدة او مرنة او معيار قانوني او مبدأ قانوني او أن يحيل المشرع الحكم الى قواعد العدالة او القانون الطبيعي* حسب مايمليه مبدأ العدالة او مبدأ أمن واستقرار المعاملات داخل المجتمع فضلا عن ما تمليه نظرة المشرع لمستقبل الحياة الاجتماعية وما يطرأ عليها من تغيرات محتومة بعد سن الشريع ونفاذه .
ومعطيات الحياة او حقائقها عند جيني * اربعة انواع :
المعطيات الطبيعية الواقعية : وهي تلك الحقائق التي تتكون من من ظروف الواقع المحيطة بالجماعة * وتشمل جميع الاحوال الطبيعية التي تحيط بالانسان وتلحق به كالتكوين الفسيولوجي * والوسط الجغرافي والاحوال الادبية والخلقية والدينية والاقتصادية والسياسية في المجتمع * وهذه الحقائق لاتخلق القواعد القانونية بذاتها ولكنها تحدد نطاقها ابتداءاً * فتنظيم الزواج يُبنى على حقائق طبيعية كاختلاف التكوين الفسيولوجي والنفسي للرجل عن المرأة * فضلا عن نظرة المجتمع وموقف الدين * يقود الى التسليم باختلاف المركز القانوني بين الزوج والزوجة في هذا الارتباط .
المعطيات التاريخية : وتشمل ما تَكون من قواعد لتنظيم الحياة والسلوك في المجتمع ثبتت عبر الزمن مما اكسبها صلابة وقوة واحتراماً جعلت منها تراثا مكتسباً لا يُمكن اغفاله او التحلل منه كلياً في تكوين القانون* وهذه المعطيات هي اساس كل اصلاح وبناء قانوني جديد* فهي نتيجة الخبرة المكتسبة عبر الزمن مما يجعل لها حُجية مسلم بها *ليست بالمطلقة ولا بالدائمة*لكنها حُجية نسبية لاتصد عن التطور وان تكن تـَعصم من الاندفاع او التهور .
والمعطيات التاريخية * هي حقائق علمية في حقيقتها ومعناها * فالتاريخ ليس سوى التجربة التي مرت بها الانسانية عبر الزمن * وبذلك تكون قادرة على منح القانون اساساً راسخاً وقوة وهَيبة .
فعبر التاريخ اكتسب حق الملكية احتراماً خاصاً * لم تستطع ان تنزع احترامه من النفوس حتى اقوى النظم الاشتراكية * وهكذا نصت اغلب دساتير دول العالم على ان ( حق الملكية مقدس ) و ( لايجوز نزع الملكية الخاصة الا وفقاً للقانون وبموجب تعويض عادل ) (3)* وهكذا الامر بالنسبة لنظام الزواج الذي يخضع دائما لرقابة دينية او مدنية تسبغ عليه الصفة الشرعية * ويُنص غالبا على انه رابطة مقدسة* فمثل هذه النصوص تجد سندها في التطور التاريخي الذي خرجت منه .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://e-law.yoo7.com
 
غايـة القانـون وعوامـل التقـدم بحث في فلسفة القانون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب - الحبس الاحتياطي فى ضوء أحكام القانون 145 لسنة 2006 و القانون رقم 153 لسنة 2007
» مصادر القانون
» كتاب - فكرة القانون
» القانون الواجب التطبيق
» بحث - في القانون الدولي الانساني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دائرة المعارف القانونية | Encyclopedia Of Law :: المنتديات القانونية :: منتدي فلسفة القانون وتاريخة-
انتقل الى: